الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد
إخواني و أخواتي الكرام في هذا المنتدى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من باب التعاون على البر والتقوى ، ومن باب الوقوف والمساندة مع جميع أعضاء وزوار منتدانا المبارك ،وهذا ما عُرف عن الجميع من مشرفين وأعضاء كرام ، أحببت أن اكتب بعض التوجيهات التي أرى أهميتها وان أضع برنامجا علاجيا مبدئيا متكاملا
وهذا البرنامج متكامل ابتداءً ، ولا يستغني عنه من يريد العلاج
مع المتابعة في العيادات والأخذ بتوجيهات المعالجين الفضلاء
فأقول مستعينا بالله تعالى
أولا :تــذكــيـر
1 ـ عليك أن تتذكر دوما وتعقِله جيدا ، أن المؤمن مبتلى في هذه الحياة ، ولا تصفوا الدنيا لمؤمن ، فيبتلى المؤمن على قدر إيمانه اختبارا لإيمانه ؛ و تكفيرا لسيئاته ورفعا لدرجاته . فلا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلايا وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة لكثيرٍ منها ، فمرة يُبتلى بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة بغير ذلك ، وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم . وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زللـُه أكبر من صوابه، ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها – عياذاً بالله . قال تعالى ( وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ )
ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال : " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه "
2 ـ تذكر الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى ، فالله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، والصبر درجة عالية لا ينالها إلا من أبتُلي بالأمور التي يُصبر عليها فإذا صبر نال هذه الدرجة العالية التي فيها هذا الأجر الكثير ، فيكون ابتلاء الله للمؤمنين بما يؤذيهم من أجل أن ينالوا درجة الصابرين . قال تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وأعظم الصبر ما يتبعه شكر ورضى بالمقدور .
3 ـ تذكر أن الشفاء بيد الله تعالى ، وليس بيد أحد ٍ من خلقه مهما بلغ ذلك المخلوق من رتبة عالية في أمر العلاج والدواء ، لذا لا يشرع التعلق بذلك المخلوق الضعيف المفتقر إلى ربه ، بل نعلق قلوبنا بالله وحده ونتوكل عليه ونستعين به في أمورنا كلها ، ولا يعني هذا عدم الأخذ بالأسباب ! بل الأخذ بالأسباب مطلب شرعي ، لكن لا يتعلق به ، بل يتعلق القلب وتتجه الجوارح لمسبب الأسباب رب الأرض والسموات .
4 ـ تذكر أن الشفاء قد يتأخر لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى ، قد يكون في ذلك الخير كله ، فقد تصاب بداء بسيط ويتأخر شفاؤه ، وغيرك يصاب بداء أكبر منه فيعجل شفاؤه ، وهذا كله بأمر الله تعالى ، لكن تأكد أنك بصبرك واحتسابك وتعلق قلبك بخالقك يعظم لك الأجر والمثوبة .
يقول تعالى ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ويقول تعالى ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم
5 ـ تذكر أن كلام الله تعالى شفاء تام لجميع الأمراض قال تعالى ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء ) وقال تعالى ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ) شفاء عام سواء من أمراض الشبهات أو الشهوات أو العضوية أو الروحية
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين وقراءة القرآن من أنفع الأدوية للأدواء التي يسببها الجان، أو يكون له دخل في الإصابة بها؛ كتلبيس الجان بالإنسان، والسحر والعين والحسد ونحوها.
فالقرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة. وما كل أحد يؤهل ويوفق للاستشفاء به. وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تـام واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه؛ لم يقاومه الداء أبدا. وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أوعلى لأرض لقطعها. فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفى القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه . إهـ
لذا فالقرآن الكريم وما ثبت في السنة الصحيحة هما الأصل في التداوي ، ولا يمنع من التداوي بالطب الحديث إذا ما احُتِج َ له مع العلاج بالقرآن العظيم .
6 ـ تذكر أن الاكثار من الاستغفار وذكر الله تعالى و دعاء الله تعالى بخشوع وانكسار خصوصا في السجود والثلث الأخير من الليل من أسباب نزول الشفاء والتعجيل به
ثانيا : تـوجــيهــات
ـ إذا نقص الزيت يضاف عليه زيتا غير مقروء فيه ، و إذا نقص الماء المقروء عليه يُزاد عليه ماء غير مقروء عليه ، والماء والزيت لا يتأثران بطول المدة من ناحية تأثير الرقية الشرعية ، ولا يمنع من اعادة القراءة عليه .
ــ أثناء العلاج بالرقية الشرعية غالبا يزداد التعب والأرق والألم ، وتظهر أعراض لم تظهر قبل الأخذ بالرقية الشرعية ، هنا أقول لك ، الحمد لله هذا دليل على أن الدواء أصاب الداء ، وأن هذه من دلالات الشفاء بتأثر العارض بالرقية الشرعية .
فاصبر ولا تتضجر ولا تتلبسك الوساوس الشيطانية ، فتتوقف فيفرح الشيطان بذلك ، بل واصل وأبشر بالفرج من عند الله تعالى .
ــ إياك أخي الكريم التوقف عن تطبيق البرنامج العلاجي من غير اذن مسبق من المعالج ، فهذه هي الطامة والكارثة التي تعيد الأمور لأسوأ مما كانت ، فشمِّر عن ساعدِ الجد والمثابرة وواصل ولا تيأس ولا تبتأس ، فالنصر لا يُنال إلا بالجد والمثابرة .
ـــ متى ما تحقق لك الشفاء بحول الله وقوته ، فلا تدع أذكار الصباح والمساء والنوم ، مطلقا ، وحافظ على ورد يومي من القرآن الكريم ، واقرأ سورة البقرة بنية الحفظ كل ثلاثة أيام . ولا تكن أسيرا للرقية الشرعية بعد تمام الشفاء .
ـــ لا يمنع من استخدام الماء والزيت واستماع الرقية الشرعية أي مانع كان ، سواء كنت على طهارة أو لم تكن ، وسواء في حضر أو سفر ، وسواء كنت مريضا أو صحيحا إلا الصوم الواجب فقط مع جواز ستعمال الزيت ، وأؤكد على المرأة فلا يمنعها لا حيض ولا نفاس ولا غيره من الموانع الطبيعية من مواصلة الاستماع للرقية الشرعية واستعمال الزيت والماء المقروء فيهما .
ـــ لا تحرص أخي المريض على تحديد نوع الإصابة فهذا الأمر لن يقدم ولن يؤخر بالنسبة لك ، بل سيزيدك هما وغما ، فقط احرص على تطبيق البرامج العلاجية التي يصفها لك المعالج ، فمرادك الوصول للشفاء بحول الله وقوته .
وهذا هدف المعالج ، لذا السؤال عن نوع الإصابة هو من باب الفضول الذي لا ينفع ، خصوصا أن تحديد نوع الاصابة ظني وليس قطعي ، فلا يلتفت إليه بالنسبة للمريض .
ـــ البيت الذي يعاني أهله من أذى الجان فالطريقة تكون :
بقراءة سورة البقرة بنية الحفظ والطرد ، وخلط القليل من الملح البحري أو الصخري مع القليل من الماء المقروء عليه ، ويرش به زوايا ومداخل ونوافذ المنزل ، مرة واحدة ، ولا يمنع من تكرارها بين حين وآخر . مع المحافظة على طاعة الرحمن والبعد عن معصية رب الأرض والسماء ، مع خلو المنزل من التماثيل والصور المعلقة .
** من يعاني من أذى العارض أثناء الرقية الشرعية أو أثناء تطبيق العلاج ، فعليه بتكرار الآتي :
. قوله تعالى ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
. قوله تعالى ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
. قوله تعالى ( وَجَعَلْنَامِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)
. قوله تعالى ( يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)
. قوله تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا)
العلاج العام
أ ـ الاستماع للرقية الشرعية ثلاث جلسات يوميا ( افتراضي ) ولا يمنع من تكرار الاستماع أكثر من مرة مع حضور القلب عند الاستماع ، وإن كانت القراءة موجهة للعارض ، لكن حضور القلب أثناء الاستماع يزيد في التأثير . ومما يزيد قوة التأثير هو التفكر في معاني الآيات .
ب ـ دهن العمود الفقري والجبهة والصدر وأطراف اليدين والرجلين باليسير من الزيت المقروء فيه ثلاث مرات يوميا ، ودهن مواضع الألم .
ج ـ يشرب بما لا يقل عن 3 أكواب من الماء المقروء عليه ، ثلاث مرات يوميا ( الوقت الذي يناسبك ) .
د ـ من يعاني أو تعاني من اعتداءات جسدية أثناء النوم :
يخلط ربع تولة من المسك الأسود السائل مع نصف لتر من الزيت المقروء فيه ، ويمسح به ما بين السرة والركبة مرورا بالعورة .
والله الهادي إلى سواء السبيل
[center]